علاج ألم أسفل الظهر المزمن ـ استهداف العوامل ذات العلاقة يوليو

تم علاج ألم أسفل الظهر المزمن في العقود التي مضت على أنه اضطراب يعكس بشكل رئيسي تلف أنسجة الظهر (ومنها القرص والعظام والمفاصل والعضلات والأربطة..الخ). مع ذلك، فإنه من الواضح أن ما كان يعتبر “تلفا” في الأنسجة، كما قد يبدو في الصور الإشعاعية، شائع في الواقع بين الأشخاص الذين لا يعانون من الألم، كما ذكر هنا مؤخراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن المنهجيات العلاجية التي تم تركز على استهداف الأنسجة في الظهر، من علاج طبي أوجراحي أو تمارين وعلاج يدوي،- قد فشلت في تخفيف معاناة الألم بشكل كبير. وقد تم الاعتراف مؤخراً أن العوامل الإدراكية والنفسية الاجتماعية مثل اعتقادات المريض عن مشكلته وكذلك الخوف والقلق والضغط النفسي والاكتئاب والعزلة الاجتماعية مرتبطة جميعها بزيادة فرص تحول الألم إلى ألم مزمن. يبدو أن التدخلات العلاجية التي تستهدف العوامل الإدراكية والنفسية الاجتماعية تخفف من حدة الألم قليلاً ولكن ليس أكثر من العلاجات التقليدية. هناك تزايد في الأدلة التي تثبت أن ألم أسفل الظهر المزمن مرتبط بعدم قدرة الشخص على تمييز وضعية العمود الفقري وكيفية الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة والتحكم فيها. تم ربط تلك التغيرات في الاحساس التي يتم تحديدها في منطقة الظهر أيضاً بالتغير في الأنماط الحركية للشخص. فهذه التغيرات في الحركات مرتبطة في الغالب بارتفاع مستويات التوتر في العضلات في منطقة الألم. هذه الأنماط الحركية المتغيره يتم غالباً تعزيزها بعادات وقائية ومحاولات لتجنب الألم والحركة. هناك أدلة على أن هذه الأنماط الوقائية قد تكون بحد ذاتها مضره على المدى البعيد- مما يشكل ضغطاً غير طبيعي على أنسجة الظهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن العوامل الأخرى التي تتعلق بأسلوب الحياة مثل التدخين، والضغط النفسي المزمن، والخمول، والسمنة واضطرابات النوم جميعها تعتبر أيضاُ من عوامل الخطورة التي قد تتسبب في الألم المزمن في أسفل الظهر. كثرة عوامل الخطر المؤدية للألم المزمن تضع المعالجين في حيرة في كيفية السيطرة على تلك العوامل جميعها. فكيف يمكن السيطرة على هذه العوامل والتعامل معها؟ وجهة نظر فريق التثقيف عن الألم بخصوص علاج ألم أسفل الظهر المزمن هو أنه:

1. ينبغي الأخذ في الاعتبار جميع هذه العوامل عند القيام بتقييم المريض.
2. ينبغي استهداف العوامل التي ترتبط بشكل كبير بالألم الخاص بالفرد كما ناقشنا آنفاً.

يقدم هذا البحث نظرة عامة عن كيفية القيام بذلك، كما عبر عنها البروفيسور بيتر أو سوليفان في مؤتمر الاتحاد الدولي للعلاج اليدوي التقويمي في العلاج الطبيعي والذي عقد في كوبيك السنة الماضية.

« // »