دائماً ما يبحث المرضى عن علاجات معينة لعلاج الألم المزمن الذين يعانون منه وجل ما يتمناه مقدمي الرعاية الطبية هو أن
يلتزم المرضى بالخطة العلاجية والتعليمات المعطاة لهم. ومع ذلك فإن أي نوع من العلاج الذي يوصى به للمريض-سواء كان عقاراً ما، أو علاجاً “تدريبياً”، أو تمارين أو إرشادات ما،- يعني أكثر بكثير من العلاج بحد ذاته الى التجربة العلاجية بالكامل. نعني بذلك الدرجة التي ينصت بها المتخصص للمريض ومدى أخذه بجدية لما يصفه المريض والتعاطف مع المريض من قبل المتخصص وتفسيره للمشكله التي يعاني منها. هذه الجوانب من العلاج غالبا ما تعتبر بالنسبة للمتخصص ليست ذات صلة بالقرارات التي سيتم على أساسها اختيار علاج للمريض. يحصل ذلك دائماً للمرضى الذين يعانون من ألم مزمن وكثيراً ما يشتكون من عدم أخذ شكواهم بجدية وعدم تصديقهم والانصات لهم من قبل المتخصصين. يتضح لنا من ذلك أن رضا المريض والتزامه بالتوصيات العلاجية في كثير من الأحيان يتأثر بمدى التفاعل بين المتخصص والمريض. ونتيجة لذلك، فقد كثرت الدعوات التي تحث على زيادة الاهتمام بالتفاعل بين المريض والمعالج للمساعدة في تحسين نتائج العلاج مع المرضى الذين يعانون من ألم مزمن.
لا نعني ذلك بتاتاً أن اختيار علاج ما دون الآخر ليس مهماً، فذلك يجب أن يكون مستنداً إلى أفضل الأدلة العلمية المتوصل إليها. ما نعنيه هو أنه كيف يمكننا أن نزيد فعالية العلاج و درجة التزام المريض بالخطة العلاجية من خلال تعزيز تفاعل المريض والمعالج. من أكثر العوائق التي تقف في طريق تبني هذه المنهجية هو ميل بعض المعالجين للتعامل مع المريض كفنيين يصفون العلاج فقط بدلاً من أن يكونوا كمنسقين للخطة العلاجية التي تعنى بشكل أكبر بالعوامل ذات الصلة بكل مريض على حدة واشراك المريض في اعداد الخطة العلاجية. طرق التواصل الجيد مهم جداً للتفاعل بين المعالج والمريض. أثبتت الأدلة أنه من الممكن تدريب المعالجين على أن يصبحوا أكثر تعاطفاً. تعد سلبيات هذا المنهج قليلة جدا ولعل أبرزها الحاجة إلى تعزيز مهارات التواصل وكذلك قضاء وقتاً أطول من المتعارف عليه مع المرضى من أجل الانصات إلى مشاكلهم. ذلك أقل ما يمكن أن نقدمه لمرضانا الذين يستحقون منا الكثير.
Stay Connected